بيان صحفي : لا للعنف ضد المدرسين

في الوقت الذي يتطلع فيه الموريتانيون المهتمون بالتربية وإصلاح التعليم إلى إرساء مدرسة جمهورية ينعم في ظلها المدرس بالتبجيل والإكرام يقدم رجال الشرطة على الاعتداء بعنف على، في سياق مطالب مشروعة بتحسين ظروف العمل والدفاع عن حقوق المدرس.

فبينما كان المدرسون يشاركون في وقفة سلمية نظمتها نقاباتهم في 14 نوفمبر 2024 في ساحة الحرية بنواكشوط واجهتهم الشرطة بعنف مفرط وداست على كرامتهم وعلى سلامتهم الجسدية

لقد تم توثيق هذه الاعتداءات السافرة وغير المقبولة في بلد يحترم سيادة القانون في القرن الواحد والعشرين، وجرى تداولها على نطاق واسع بالفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يسلط الضوء على تصعيد مقلق من عدم التسامح إزاء التعبير الديمقراطي وحرية العمل النقابي.

إننا في ائتلاف المنظمات الموريتانية من أجل التعليم ندين بشدة هذا العنف البوليسي الذي لا يشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية فحسب، بل يمس أيضاً حرية التعبير وحرية التظاهر اللتين يكفلهما الدستور والالتزامات الدولية لبلادنا.

إننا – بحكم دورنا كفاعلين في المجتمع المدني – نؤكد أن المدرس الذي يلعب الدور المحوري في تعليم أجيال المستقبل يجب أن يكون قادرا على ممارسة حقوقه في حرية التعبير والتظاهر دون خوف من القمع. كما نؤكد على أهمية أخلاقيات ومسؤولية قوات الأمن التي يجب أن تسهر على حماية المواطنين وأمنهم، بدل اللجوء إلى العنف ضد من يمارسون حقوقهم الديمقراطية.

وندعو السلطات المعنية إلى فتح تحقيق فوري وشفاف في هذه الحادثة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الاعتداءات، واتخاذ التدابير اللازمة لوقف مثل هذه الانتهاكات في المستقبل. كما نطالب بأن يتلقى ضحايا هذا الاعتداء من المدرسين كل العناية والدعم اللازمين لرعايتهم وحمايتهم.

ونؤكد التزامنا من أجل تعليم شامل ونوعي يحرر البشرية، ونعلن دعمنا للمدرسين الذين يعملون يوميا من أجل تعليم أبنائنا ونجاحهم في الحياة، كما نطالب بالدفاع عن كرامة المدرس ومواجهة أي شكل من أشكال المساس بعمله وحقوقه.

وندعو جميع المواطنين والمنظمات والمؤسسات إلى التحرك دفاعاً عن الحقوق الأساسية للمدرس وإظهار التضامن معه في وجه هذه الاعتداءات غير المقبولة.

مجلس الإدارة