كيف نستفيد من التجارب العالمية الناجحة في مجال التعليم

Entete

اللقاء السنوي حول التعليم في موريتانيا:

كيف نستفيد من التجارب العالمية الناجحة في مجال التعليم

16-17-18 مايو 2023 – المركز الثقافي – جهة نواكشوط

أرضية اللقاء

يعد التعليم عنصرًا أساسيًا في نمو المجتمع وتطوره، ولا يكاد يمر علينا يوم إلا ونسمع حديثاً يدور عن ضرورة وجود تعليم جيد يسمح للدول بالازدهار والتقدم. وقد خلصت بعض الدراسات العلمية  إلى أن أهمية التعليم وتأثيره في النمو يرجع لأكثر من سبب، على رأسها مساهمة رأس المال البشري إلى جانب زيادة نسبة الخدمات في إجمالي الناتج حول العالم، يليه تقدم الآلات والموارد الطبيعية، وعلى جانب آخر فقد خلصت إحدى دراسات البنك الدولي حول تأثير التعليم على الدخل إلى أنه « في مقابل كل عام يقضيه الانسان في الدراسة بعد المرحلة الابتدائية فان دخله سيزيد في مقابل كل سنة دراسية، أما من جانب الدولة أو المجتمع وبحسب نفس الدراسة فقد خلصت إلى تفوق الدول التي تتمتع بتعليم أفضل (أجود) على تلك التي لا تتمتع به. ولهذا السبب تخصص معظم الدول الوقت الكافي لنقاش وتقييم وتطوير أنظمتها التعليمية حيث ينظر إلى مستوي النظام التعليمي في الدولة باعتباره المؤشر الحقيقي على نموها وتقدمها.

وتتجه العديد من الدول في العالم إلى الاستثمار في تعليم الأفراد باعتبارهم أحد أدوات النمو الاقتصادي.

وطبقًا لهذا المفهوم الاستثماري الجديد، فإن الخطى تتسارع في الانتقال من الاستثمار المادي إلى الاستثمار اللامادي الخاص بالمعرفة والتكنولوجيا والعلم. وكنتيجة لذلك فإن الموارد المخصصة للتعليم تزداد باستمرار، وتتم زيادة مخصصات التعليم من ميزانيات الدول كهدف استثماري سوف تأتي نتائجه مستقبلاً.

وقد عرف النظام التعليمي الموريتاني عدة إصلاحات (1963-1973-1975-1979-1999-2022) كان الهدف منها هو خلق نظام تعليمي يتناسب مع تنمية المجتمع الموريتاني ويستجيب لنموه وتطلعاته. ورغم ما بذل من جهود من طرف الدولة الموريتانية فإن معظم الدراسات التي أجريت حول قطاع التعليم تشير إلى تدني نتائج القطاع لأسباب متشعبة ومتنوعة.

ويمكننا أن نتساءل في هذا الإطار عن مدى انفتاح القانون التوجيهي الجديد للتعليم في موريتانيا على التجارب العالمية الناجحة في ميدان التعليم والأخذ بمتطلبات الاستثمار في رأس المال البشري وفي توفير الاستثمارات اللازمة لتمويل التعليم والسعي إلى القدرة على الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، على اعتبار أن هذا القانون التوجيهي الجديد والذي يعتبر الإصلاح السادس لمنظومتنا التعليمية، هو الإطار الجديد لـلمدرسة الجمهورية التي دعا لها الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني. كما أنه يسعى إلى إقامة « نظام تربوي قادر على بناء شخصية الموريتاني المعتز بمقدساته وثوابته، المنفتح على العصر، والمدرك لقيمة التنوع الثقافي واللغوي لمكونات مجتمعه ».

ومن التحديات التي تواجه التعليم هي الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل. فالهدف الأساسي من التعليم هو ضخ دماء جديدة وقدرات بشرية إلى سوق العمل. لكن نتيجة بقدر تعارض تلك المخرجات مع ما يحتاجه سوق العمل من قدرات وإمكانيات فإن التعليم يعتبر فاشلا في أداء مهامه.

إن الواقع الجديد الذي أحدثه التغير السريع في أوضاع البشرية وما تشهده من اضطرابات يحتم علينا اليوم أن نعمل على إحداث تغيير عميق في نظم التربية والتعليم بقدر ما تشهده المجتمعات من تحول عميق. لقد ظهرت الحاجة إلى كفاءات ومهارات جديدة تحتاجها المجتمعات في الحاضر والمستقبل. واشتدت بعض الظواهر كالتعصب والإرهاب والعنف والحروب والأوبئة وظهرت أنواع جديدة من الجرائم واشتد الضغط والمنافسة على الموارد الطبيعية.  وكل ذلك يدفعنا إلى تجديد الرؤية للتربية والتعليم في عالم متغير.

لا يمكننا أن نضع حلولا للتعليم لا تناسب الزمن الذي نعيش فيه ونحن غالبا ما نفكر في حلول نجحت في مجتمع معين وفي فترة معينة لكنها إما تجاوزها الزمن أو لا تصلح لمجتمعنا. 

إن من مظاهر التغير السريع في الأوضاع ذلك الإجراء الذي اتخذته بعض الدول ومنها الولايات المتحدة الأمريكية والقاضي بتفضيل أصحاب المهارات على أصحاب الشهادات في التوظيف.  ويعني ذلك أن الدوائر الحكومة في تلك البلدان ستكون ملزمة باكتتاب موظفيها بناء على ما يمتلكونه من مهارات وليس على أساس ما نالوه من شهادات مدرسية أو جامعية. وقد سبق أن تبنت هذا النهج بعض الشركات العالمية منذ فترة مثل Google وApple    فألغت شرط الشهادة في كثير من وظائفها لقناعتها بأن المهارة أهم من الشهادة.  والحقيقة أن هذا التوجه الجديد لم يولد من فراغ فقد أثبتته التجربة الميدانية في العمل حيث أظهر أصحاب المهارات قدرة على القيام بالأعمال المطلوبة منهم أكثر من أصحاب الشهادات الذين يفتقرون إلى المهارة في العمل.

ومن الوارد هنا الإشارة إلى أن التعليم يتأثر مثل أي مجال آخر بالعوامل الخارجية، فعلى سبيل المثال تسببت جائحة كورونا في أكبر اضطراب عالمي منذ الحرب العالمية الثانية، وكنتيجة لهذه الجائحة فإن اقتصادات الدول حتى العملاقة منها قد تأثرت بشدة، واضطرت الحكومات إلى زيادة الانفاق على القطاع الصحي والخدمات العامة، مما كان له أثر كبير على القطاعات الأخرى ومنها التعليم.

إن التعليم هو حجر الزاوية الذي تقوم عليه الدول، فبدون التعليم الجيد لا يصبح لدى الدول من الأفراد ما يساعد على تحقيق الخطط المستقبلية، ولا الأهداف التي تسعى لتحقيقها. ولكي تحقق الحكومات والدول مرادها لابد من النظر إلى التعليم على أنه استثمار جيد، كما لابد أيضًا من النظر إلى التحديات التي تواجهه. إن مواجهة التحديات والعوائق التي تحول دون النهوض بالتعليم والاستثمار فيه لم يعد اختيارًا، وإنما أصبح لزامًا وأمراً لابد منه إذا كانت الدولة تريد النهضة بصورة حقيقية ومؤثرة، سواء في الوقت الحالي أو بالنظر إلى المستقبل البعيد.

والتجارب الناجحة في التعليم لا تقتصر على الدول الغنية بل نجد دولا إفريقية فقيرة خاضت تجربة ناجحة في التعليم كما هو حال رواندا التي عانت حربا أهلية صاحبتها إبادة جماعية ودمرت فيها الكثير من المرافق الحيوية في الدولة، ومع كل هذا فقد استطاعت رواندا النهوض لأنها نجحت في وضع نظام تعليمي فعال.  

في تقرير جودة التعليم للعالم الصادر عن اليونسكو عام 2014 عدت رواندا من أفضل 3 دول في تجربة النهوض بواسطة التعليم.

ومن هنا تأتي أهمية تنظيم لقاء دوري يأخذ من النظام التعليمي في موريتانيا موضوعا دائما له. ويندرج هذا اللقاء السنوي ضمن المهام التي يضطلع بها ائتلاف المنظمات الموريتانية من أجل التعليم، والتي تتعلق كلها بقضايا التربية والتعليم مباشرة أو بصفة غير مباشرة. 

وفي هذا الإطار يتشرف ائتلاف المنظمات الموريتانية من أجل التعليم بدعوة الخبراء والمختصين في قضايا التربية والتعليم من الموريتانيين والأجانب المهتمين بتطوير الأنظمة التعليمية للمشاركة في هذا اللقاء السنوي حول التعليم في موريتانيا: كيف نستفيد من التجارب العالمية الناجحة في مجال التعليم، المقرر انعقاده بالتزامن مع الأسبوع العالمي للعمل من أجل التعليم أيام 16 -17-18 مايو 2023 بالمركز الثقافي لجهة نواكشوط العاصمة الموريتانية.

الأهداف والنتائج المتوقعة

ويهدف هذا المؤتمر إلى مد جسور التواصل بين الأساتذة والباحثين والخبراء في قضايا التربية والتعليم. كما يهدف إلى دعم المبادرات الهادفة إلى إصلاح النظام التعليمي الموريتاني لكي يستجيب لمتطلبات تنمية المجتمع وذلك من خلال تشخيص واقع التعليم ووضع تصور لإصلاح المنظومة التعليمية الموريتانية مع الأخذ في الحسبان لخصوصية المجتمع دون إهمال التجارب العالمية الناجحة ويسعى اللقاء إلى تحقيق الأهداف التالية:

– بناء شبكة تفكير لرصد تطور النظام التعليمي الموريتانيا والاستثمار في هذا القطاع؛

– وضع رؤية مشتركة لمستقبل التعليم في موريتانيا.

– تسخير وتسليط الضوء على الجهود النموذجية (الممارسات) والمبادرات المتعلقة بالتعليم في العالم

– تسخير الجهود والتدخلات المتباينة في التعليم ؛

– تحفيز ودعم الابتكار في التعليم.

– خلق مساحة / إطار للتفاعل المستمر، كجزء من جهود التكامل بين القطاعين العام والخاص

– ضمان التنسيق والتكامل بين مختلف المبادرات المتخذة من قبل الفاعلين والعاملين في مجال التعليم

ويدعو الائتلاف السادة والسيدات الخبراء والتربويين والباحثين والأكاديميين الموريتانيين والاجانب المهتمين بتطوير الأنظمة التعليمية والراغبين في المشاركة في فعاليات هذا اللقاء لإرسال أبحاثهم التي يودون المشاركة بها وذلك وفق المحاور التالية:

المحور الأول: واقع النظام التعليمي في موريتانيا

المحور الثاني: مميزات الأنظمة التعليمية الناجحة

المحور الثالث: الاستثمار في التعليم وفي رأس المال البشري

نواظم المؤتمر

  • ترسل البحوث باللغات العربية أو الفرنسية أو الإنجليزية في صيغة (Word) بحجم 14.
  • أن يندرج موضوع المداخلة ضمن أحد محاور المؤتمر،
  • ألا يتجاوز البحث عشر (10) صفحات ولا يقل عن سبع (07) صفحات.
  • أن تكتب أسماء الباحثين تحت عنوان البحث، وعلى يسار الصفحة. كما يكتب في الهامش عنوان الباحث والمؤسسة التي يعمل بها، ورقم هاتفه وبريده الإلكتروني.
  • أن تحترم الضوابط العلميّة والأكاديميّة في كل ما يتعلق بالتوثيق الدقيق للمصادر والمراجع والهوامش الّتي تثبت متسلسلة في أسفل كل صفحة؛
  • على الراغبين في المشاركة إعلام اللجنة العلمية بالبريد الإلكتروني في موعد أقصاه 20/03/2023 مع تحديد عنوان المداخلة.
  • يتم إرسال ملخص المداخلة في موعد أقصاه يوم 30/03/2023،
  • يتم إرسال المداخلة بالبريد الإلكتروني في أجل أقصاه 20/04/2023
  • يرفق الملخص بسيرة ذاتية في صفحة واحدة، تتضمن، البريد الإلكتروني ورقم الهاتف وصورة ملونة.
  • تقوم اللجنة العلمية بالرد على أصحاب البحوث المقبولة في أجل أقصاه: 30/ 04/ 2023
  • يتكفل ائتلاف المنظمات الموريتانية من أجل التعليم بتوفير التذاكر والإقامة والضيافة للمشاركين من خارج البلاد أيام الندوة وبدفع مكافئات مالية بالنسبة لأصحاب البحوث المحلية.
  • وسائل العرض: تعرض المداخلات عرضاً مرئياً ومسموعاً (شاشة عرض).

الجهات المشاركة في المؤتمر:

  • الوزارات والمؤسسات التربوية المعنية
  • الجامعات ومراكز البحوث والدراسات
  • –          الشركات الوطنية والدولية
  • الأساتذة والباحثون والخبراء والتربويون المهتمون بقضايا التربية والتعليم

سير الأشغال:   

  • تستغرق أعمال اللقاء ثلاثة أيام تتخللها عروض ومعارض وخدمات لمهني التعليم.
  • تبدأ فعاليات المؤتمر بحفل افتتاح في اليوم الاول تليه جلستان صباحيتان وجلسة ختامية بعد الظهيرة في سائر أيام اللقاء، وتتضمن كل جلسة ثلاث محاضرات حول أحد محاور الندوة.
  • تتخلل الجلسات استراحة شاي واستراحة الغداء.
  • تستغرق كل محاضرة 30 دقيقة.
  • تخصص 60 دقيقة للحوار بعد كل جلسة.

ترسل الأوراق العلمية المشاركة إلى العنوان التالي:

منسق أعمال الندوة: د. محمد الأمين حمادي

mlhamady@gmail.com

 comeducmauritanie@gmail.com     

للاتصال: جوال/واتساب .222.20.30.30.02+    222.22.03.43.78+