من أجل عودة آمنة للمدارس
يقترب منا يوم 25 مايو بخطى حثيثة وهو اليوم الذي حددته السلطات الموريتانية لاستئناف الدراسة بعد تأجيلها للمرة الثانية منذ 16 مارس الماضي في إطار التصدي لجائحة كوفيد 19 المتجدد.
إن مواجهة الانقطاع المفاجئ للدارسة الذي يفرض إعادة جدولتها يجعل نهاية العام الدراسي مسألة معقدة، لذلك يتوجب علينا رسم خطة محكمة لاستئناف العمل في مؤسساتنا التعليمية، خطة تكون نابعة من واقعنا ومن تجاربنا على المستوى الوطني من حيث تكيف نظامنا التعليمي مع بيئتنا، وكذلك الاستئناس بتجارب دول أخرى للاستفادة منها.
يكشف تحليل السيناريوهات المختلفة لإكمال العام الدراسي أن كل خيار يحتوي على نواقص جمة ويتطلب ابتكارات أساسية.
لذلك يتوجب علينا أن نستفيد بشكل كامل من الفترة التي تفصلنا عن 25 مايو وذلك باتخاذ كافة التدابير الاستباقية الضرورية:
- تأمين المؤسسات الدراسية من خلال تعزيز الخدمات الأمنية وتوفير الماء والكهرباء؛
- تنظيف وتطهير جميع المؤسسات بشكل منهجي قبل يوم 25 مايو، ولدى نهاية دوام كل يوم بعد استئناف الدراسة؛
- توفير وسائل للمؤسسات لدعم عملية الاستئناف (فلاش حراري ، أجهزة غسل اليدين ، مواد النظافة ، الأقنعة ، إنشاء نقاط صحية ، إلخ.)
- التنظيم السريع لعودة المدرسين إلى أماكن عملهم وإخضاعهم لاختبار كوفيد 19؛
- تحديد خطة للنظافة تشمل غسل اليدين بانتظام واحترام المسافة الاجتماعية وفرض احترام السلوك الحاجز: عدم المصافحة والكح والعطس وفي الكوع واستعمال المنديل مرة واحدة ورميه في سلة المهملات وعدم لمس العينين والفم والأنف باليدين؛
- تنظيم النقل لضمان حركة الطلاب والمدرسين من وإلى أماكن الدراسة في ظروف تمكن من التباعد الاجتماعي؛
- رسم خطة لحركة التلاميذ والطلاب: الدخول إلى المدرسة وساحة المؤسسة أوقات الاستراحة والخروج من المدرسة، والحد من الاكتظاظ حيث لا يزيد حجم الفصل عن تلميذ واحد أو اثنين على الأكثر لكل طاولة، ولو تطلب الأمر التركيز على الأقسام النهائية وترك جزء من مقررات باقي الأقسام لبداية السنة الدراسية المقبلة واستئجار منازل لزيادة عدد الفصول واستخدام الخيام والأعرشة وحتى الأشجار الظليلة حيث وجدت واستنفار كل المدرسين سواء تقاعدوا أم لا من السكرتير إلى والوزير؛
- وضع نظام استعجالي يمكن من التعامل مع أي حالة طوارئ يتم الإبلاغ عنها؛
- تعيين موظفي دعم في كل الإدارات والمفتشيات الجهوية (مستشارون اجتماعيون ومستشارون نفسيون ووكلاء صحة ، إلخ) وضمان مشاركة والتزام جميع الجهات الفاعلة للإسهام في إنجاح الخطة (منظمات المجتمع المدني والنقابات والآباء والتلاميذ والمتعلمين أنفسهم والقادة الدينيون والتقليديون)؛
- تقديم دعم خاص للمدرسين والمتعلمين المصابين بأمراض مزمنة، كمرضى السكري وارتفاع الضغط والربو، الخ… الذين يجب ألا يتعرضوا بأي حال من الأحوال للعدوى؛
- تقديم محفزات كبيرة للمدرسين من أجل استنفار كل طاقاتهم؛
- مراعاة خصوصية كل جهة وكل منطقة على حده؛
- العمل قبل وأثناء الاستئناف على الطمأنة والإعداد النفسي من خلال استراتيجيات التواصل الموجهة إلى الآباء والمتعلمين ومدرسيهم من أجل الحصول على دعمهم؛
- التعريف الجيد بخطة استئناف الدراسة من خلال النشر الواسع والشرح الوافي والمتكرر.
إن استئناف الدراسة فرصة علينا استغلالها لإدخال الإصلاحات التي نتطلع إليها، ذلك لأن أزمة مثل جائحة كوفيد 19 تجبر صناع القرار السياسي على التفكير بشكل مختلف حول الأداء ويمكن أن تساعد أيضًا في بناء إجماع سياسي واجتماعي، لذلك علينا أن نسارع الآن بقطع خطوات جريئة واتخاذ قرارات قوية لصالح نظامنا التعليمي.
بالتعليم نقهر جائحة كوفيد 19 وغيرها من الآفات.
05/05/2020
سيدي إ. بديده